Walt Whitman - 1819 - 1892
إلى غريب
والت ويتمان
أيّها الغريب العابر!
أنت لا تدري بأيّ لهفةٍ وتشوّق أتأمّلك
لا بدَّ أنك الذي كنتُ أسعى إليه،
أو التي رُمتُ لُقياها
يخطرُ لي ذلك كما الحلم
لا بدّ وأني عشتُ معك في مكانٍ ما عيشة تفيضُ بالمَسرّة
أتذكرُ كلّ شيء، إذ يمرّ واحدنا بالآخر
خَفيفين، رؤوفين، طاهرين، ناضجين..
ترعرعتَ معي، صبيًّا كنتَ معي، أمْ فتاة
أكلتُ معك، ورقدتُ معك
جسدك لم يعد ملكك فقط، ولم يعد جسدي أيضًا لي وحدي،
مَنحتني لمّا مررتَ بي
بهجة عينيك ووجهك وبشرتك
وأخذتَ مني في المقابل لحيتي وصدري ويديَ
لا أتحدّثُ معك،
ولكني أفكّر بكَ في خلوتي، أو عندما أنتبهُ ليلًا وحيدًا من نومي
أنتظرُ، وليس عندي شك أني سألتقيك ثانية
وسأحرصُ على ألّا أفقدك..
ترجمة عبير عبد الواحد