أتخيل أبي
ترنُّ في أذني ضحكته المجلجلة التي لن أسمعها بعد الآن
تعيدني الذكرى
إلى مشاعر كانت تراودني قديما
إزاء لحظة ظهيرة انعدمَ فيها الزمن
وتلاشت ساعات حضور أو حلول أو رحيل
لحظة متكررة
تعيدني الذكرى
إلى مشاعر كانت تراودني قديما
إزاء لحظة ظهيرة انعدمَ فيها الزمن
وتلاشت ساعات حضور أو حلول أو رحيل
لحظة متكررة
يسودها سكون عقيم..
ضوء الشمس الصريح الباهر
يَسوطُ جدران منزل وحيد ومهجور في العراء
لا نسمة هواء ترفّ لها نِصال العشب
لا صوت يؤمّ الخواء الفسيح
إلا صرير الجداجد من أماكن غير مرئية
وظلال أشجار الحور الساكنة على الأسفلت..
ألمحُ أبي آتيًا من بعيد
من تلال الشمس
مُضمّخا برائحة زهر التفاح والسفرجل
يحملُ على ظهره طعاما للأرانب
وفي يدٍ باقة من الورد الجوري نسّقها بنفسه
وحَزَمها بسلكٍ معدني
وفي يد باقة من الزيزفون
وفي يدٍ نعناع وريحان وأزهار كان يدعوها خطأً "القنصل"
وفي يد خبز وكعك وحليب
ما أكثر أيادي أبي وما أوسعها!
أقول لأبي لم أبكك بحرقة يوم مماتك
مثلما بكيتك في لحظة احتجت فيها إليك بشدة
حينها فقط علمت أني خسرتك إلى الأبد..
..
ضوء الشمس الصريح الباهر
يَسوطُ جدران منزل وحيد ومهجور في العراء
لا نسمة هواء ترفّ لها نِصال العشب
لا صوت يؤمّ الخواء الفسيح
إلا صرير الجداجد من أماكن غير مرئية
وظلال أشجار الحور الساكنة على الأسفلت..
ألمحُ أبي آتيًا من بعيد
من تلال الشمس
مُضمّخا برائحة زهر التفاح والسفرجل
يحملُ على ظهره طعاما للأرانب
وفي يدٍ باقة من الورد الجوري نسّقها بنفسه
وحَزَمها بسلكٍ معدني
وفي يد باقة من الزيزفون
وفي يدٍ نعناع وريحان وأزهار كان يدعوها خطأً "القنصل"
وفي يد خبز وكعك وحليب
ما أكثر أيادي أبي وما أوسعها!
أقول لأبي لم أبكك بحرقة يوم مماتك
مثلما بكيتك في لحظة احتجت فيها إليك بشدة
حينها فقط علمت أني خسرتك إلى الأبد..
..
ينهض مارد الصمت المؤلم
يذهبُ بِضحكة أبي المجلجلة.. وبغضبهِ حتى
يفتكُ بصخبِ الماء..
لا شيء سوى الظلمة
وخيال هائل يفرّ من الجدار
لحظة معتمة انعدمَ فيها الزمن إلى الأبد..
يذهبُ بِضحكة أبي المجلجلة.. وبغضبهِ حتى
يفتكُ بصخبِ الماء..
لا شيء سوى الظلمة
وخيال هائل يفرّ من الجدار
لحظة معتمة انعدمَ فيها الزمن إلى الأبد..
* عبير عبد الواحد