آن كارسون( 1950):شاعرة ولغوية ومترجمة وبروفيسورة كندية.
إنها مُعلَّقة الآن
على ظهر كرسيّ المطبخ
حيثُ
أجلسُ دومًا، مثلما كانَت على
ظهر
كرسيّ المطبخ حيثُ جَلسَ هوَ دومًا.
أرتديها كلّما دخلتُ
المنزل،
مثلما
كانَ يفعل، وهو يخبطُ على الأرض
بحذائهِ
لِينفض عنهُ الثلج.
أرتديها
وأجلسُ في العتمة.
ولم
يكن يفعل ذلك.
تهبطُ
البرودة من عَظْمِ القمرِ في السّماء، وتزداد انخفاضًا.
كانت
قوانينهُ سرّية.
إلا
أني أتذكرُ الوقت الذي عرفتُ فيه
بأنّه
فقدَ صوابه في قوانينه.
كانَ
واقفًا عند منعطف الممرّ لمّا وصلتُ.
مُرتديًا
سترتهُ الصوفية الزرقاء
وأزراره
مُزرّرة حتى آخر زرٍّ فيها عند الرقبة.
ليسَ
فقط لأن ذلك كانَ في ظهيرةٍ حارّة من شهرِ يوليو
ولكن
تلكَ النظرة على وجههِ
مثل
طفلٍ صغير ألبستهُ عمّتهُ في الصباح الباكر
استعدادًا
من أجل رحلة طويلة
في
القطارات الباردة
وعلى أرصفة المحطّات التي تعصفُ بها الريح
سيجلسُ
جَلسة مُتخشّبةً على حافّةِ مقعدهِ.
بينما
الظِّلال كما الأصابع الطويلة
فوقَ
أكوام القشّ التي تمرُّ مرورًا خاطفًا
ستظلّ
تُفزِعهُ
لأنهُ يركب في الجهة المعاكسة.
* آن كارسون
* ترجمة عبير عبد الواحد